نعيش الآن عصر الثورة الصناعية الرابعة

من كتاب الجاهزية للمستقبل

بقلم الدكتور أحمد توفيق

نعيش الان ما يعرف بإسم ثورة الكمبيوتر. ثورتنا الحالية هي الثورة الرقمية لأن محفزاتها هي تنمية أشباه الموصلات والحوسبة المركزية من السبعينات والثمانينات وتطور الإنترنت في التسعينات، ويمكن للثورة الصناعية الرابعة أن يكون لها أسماء مختلفة في بلدان مختلفة. وتتميز بوجود حوسبة متنقلة ومنتشرة في كل مكان، وأجهزة استشعار أصغر حجمًا وأكثر قوة والتي أصبحت أرخص بفضل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

لقد انتشر الإنترنت في جميع أنحاء العالم في أقل من عشر سنوات. في عام 2018م، استخدم أربعة مليارات شخص حول العالم الإنترنت، وقد تم استخدام ما يقرب من ربع مليار مستخدم جديد لأول مرة في عام 2017م. في عام 2007م كان لدينا أول هاتف ذكي وأكثر من مائتي مليون شخص حصلوا على أول جهاز محمول في عام 2017م وثلثا سكان العالم لديهم الآن الهاتف المحمول. وأكثر من نصف الهواتف المستخدمة اليوم هي من الأجهزة الذكية.

الإنترنت هو شبكة ضخمة من أجهزة الكمبيوتر متصلة جميعها ببعض. والشبكة العالمية هي مجموعة من صفحات الويب وجدت على شبكة الإنترنت أو على شبكة من أجهزة الكمبيوتر. الآن متصفح الويب الخاص بك يستخدم الإنترنت للوصول إلى شبكة الإنترنت. في عام 1989م تم اختراع شبكة الإنترنت في جميع أنحاء العالم من قبل تيم بيرنرز لي، كان يحاول إيجاد طريقة جديدة للعلماء لتبادل البيانات بسهولة من تجاربهم.

الآن لقد تغيرت الويب كثيراً منذ أن تم إنشاؤها لأول مرة كانت تتكون مواقع الويب الأولى من صفحات بسيطة، عبارة عن مجرد كلمات وصور لها مثل الكتب أو المجلات. أكثر من نصف سكان كوكب الأرض وحوالي ربع مليار مستخدم جديد جاءوا عبر الإنترنت لأول مرة في عام 2017م.

الإنترنت هو العمود الفقري الرئيسي للثورة الصناعية الرابعة لأن الكثير من التكنولوجيات الجديدة مبنية على العمود الفقري وهو الإنترنت وسرعات البيانات تنمو أيضا ومن المتوقع أن ننتقل من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس على مدى السنوات المقبلة على مستوى العالم. نحن ذاهبون للحديث عن 5G أكثر ولكن أساسا نحن نتحدث عن زيادة سرعة تمثل اثني عشر ضعف أكثر من 4G.

مع ذلك، فإن نطاق الثورة الصناعية الرابعة لا يتعلق فقط بهذه التقنيات ولكن يحدث معها في وقت واحد الابتكار في مجموعة أخرى من التكنولوجيات التي تتراوح بين اختراقات في تسلسل الجينات مثل تكنولوجيا النانو والطاقة المتجددة والحوسبة الكمية وغيرها.

لنكن مستعدين للمستقبل علينا أن ندرك ذلك. هل سيكون هناك ما يكفي من فرص العمل في المستقبل، إذا كان الأمر كذلك، ماذا سيكون هذا العمل؟ ما هي المهن التي ستزدهر، وتلك التي ستتراجع؟ وفقا لأحدث التقديرات أن 65 ٪ من الأطفال الذين يدخلون المدرسة الابتدائية اليوم في نهاية المطاف سيعملون في أنواع جديدة تماماً ووظائف لم توجد بعد!  هذا الفصل يعطيك لمحة عامة عن التقنيات الجديدة المختلفة التي تقود التغيير والمهارات التي تحتاج أنت وأحبائك لتطويرها للبقاء والازدهار في هذا العالم الجديد من الثورة الصناعية الرابعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *