من كتاب الدبلوماسية العلمية
بقلم الدكتور/ أحمد توفيق
نجد أن مجموعة من أهداف التنمية المستدامة التي ترتبط بالموضوعات مثل الصحة الجيدة والرفاهية، والعمل المناخي، والقضاء على الجوع، والحياة تحت الماء، والحياة على الأرض، والعمل اللائق والنمو الاقتصادي، والاستهلاك والإنتاج هذه كلها أهداف نحن كمجتمع عالمي التزمنا بالنهوض بها وكلها مرتبطة بعضها ببعض. وتعد أنظمة الغذاء أيضا موضوعاً مهماً بطبيعته للكثير منا لأننا جميعاً نأكل وعلينا جميعاً اتخاذ قرارات باستمرار حول ما سنضعه في أفواهنا. إن النظام الغذائي أوسع بكثير من الأطعمة المحددة التي نضعها في أفواهنا. لنتعرف على ماهية النظام الغذائي، ما هو تفكير الأنظمة. سأبحث بعمق في موضوع اللحوم والصحة العامة وكيف يرتبط بالبيئة ولماذا من بين كل عنصر غذائي موجود هو الأكثر أهمية من الزاوية البيئية تكون النظم الغذائية المستدامة وذلك بمزيد من التفصيل. ثم بعض التداخلات لتعزيز استدامة النظام الغذائي. نظام الغذاء هو في الأساس كل ما يتطلبه الأمر للحصول على الطعام من حيث البداية سواء في المزرعة، أو في المياه، أو في البرية أو حتى في المختبر إلينا ومن ثم إلى مكب النفايات. تمثل الصناديق الخضراء سلسلة إمداد الغذاء من حيث نبدأ بالطعام من خلال الإنتاج والتصنيع والخدمات اللوجستية والبيع بالجملة والتجزئة وخدمة الطعام والمستهلك. لا يمكنك أن تقول فقط إننا نتتبع الطعام من خلال السلسلة الغذائية فقط، عليك التفكير في كل الأشياء الأخرى التي يتطلبها الأمر للحصول على هذا الطعام وتشكيل ماهية هذا الطعام، وبعد ذلك هناك تدفق للأموال وطلب المعلومات التي تتدفق بناءً على ما نختاره لتشكيل نظام الغذاء هذا. عندما أتحدث عن هذا كنظام، فإن التفكير النظامي هو نهج يكتسب حقاً رواجاً متزايدًا في مجال الصحة العامة، ومع ذلك غالباً ما فكرنا في كيفية تأثير بعض العوامل على الصحة العامة كسلسلة سبب وتأثير كعلاقة خطية. عندما تفكر في الأشياء كنظام، فإننا نفكر في شبكة العلاقات بأكملها والتعقيد وندرك أن بعض هذه العوامل التي قد نرغب فقط في التحكم فيها قد تكون في الواقع مهمة بشكل لا يصدق في حد ذاتها، ولذا فإننا بحاجة إلى التفكير في كل هذه العناصر أثناء تفاعلها.يدرك التفكير النظامي أن المشكلات المعقدة مرتبطة ببعضها البعض، وأن هناك جهات فاعلة متعددة في النظام ومتصلة وأن الحلول المتكاملة مطلوبة. يُسمح لنا بالتعبير عن عمل بناءً على الاستراتيجية، والانخراط في مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة، وربط جميع اهتماماتنا ومجالاتنا الصحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية في نموذج واحد. هذا مهم جدًا عندما يتعلق الأمر بالنظم الغذائية لأن “النظام الغذائي له تأثير كبير على كيفية استخدام العالم”.

